الجوع يفتك بسكان الداخل قبل شهر رمضان

يواجه الآلاف من سكان القرى والأرياف بالحوضين ولعصابه أوضاعا بالغة السوء بفعل ضعف القدرة الشرائية وارتفاع وتيرة الفقر  بين السكان، وغياب أي برامج حكومية من شأنها تخفيف الوضع الراهن، أو انقاذ المنمين والمزارعين من خطر الموت جوعا فى فصل الصيف.

وتقول التقارير الواردة من الداخل إن بعض الأسر فى الحوض الغربى عاجزة عن تأمين لقمة العيش، بفعل انعدام الدخل أي دخل شهرى أو يومى، واعتماد الآلاف من السكان بشكل كلى على ماتجود به الأسر الميسورة، وهو انفاق يتراجع نهاية العام بفعل انهيار القوة الشرائية وتراجع أسعار الماشية فى الأسواق المحلية، وغياب ثقافة الادخار.

كما يعيش سكان آدوابه وبعض القرى الزراعية وضعية صعبة بفعل انتهاء المحصول الزراعى مع بداية يونيو من كل عام، وغياب أي دعم رسمى، حيث تنعدم البرامج الموجهة للفقراء والجياع فى تلك المناطق، رغم وجود ثلاث مؤسسات حكومية مختصة وبعض المشاريع التنموية الحكومية ذات الصلة بالفقر ومتعلقاته.

وقامت مفوضية الأمن الغذائي بتوزيع بعض المواد الغذائية المحدودة بالتزامن مع زيارة الرئيس الأخيرة، لكنها لم تشمل ولاية الحوض الغربى، رغم وجود خزان من الفقر، كما لم تتدخل مفوضية حقوق الإنسان منذ فترة فى المنطقة، وسط انشغال القائمين عليها ب"تكوين" المجتمع المدنى وسكان العاصمة نواكشوط، وهو نفس الحال بالنسبة لوكالة التضامن التى باتت مجمل مشاريعها موجهة إلى المدارس والمساجد والنقاط المائية فى بعض المناطق التى ينحدر منها نافذون يحاولون تهدئة الوضع القائم أو الاحتفاظ باقطاعيات ورثوها عن آبائهم، لكن هذه المرة بأموال عمومية.

وتستثنى مناطق الحوضين بفعل بعدها من مركز القرار بالعاصمة نواكشوط من مجمل الأنشطة التى تقوم بها الجمعيات الخيرية فى شهر رمضان، ويركز أصحاب الجمعيات فى الغالب على أحياء الترحيل أو المناطق القريبة من العاصمة نواكشوط، بينما يواجه الفقراء فى الداخل حرارة الصيف وصعوبته بقليل من الأرز المقشر وبعض المياه المجلوبة على ظهر الحمير أو الإبل من آبار تقليدية فى ظل غياب شبكات مياه كافية لتوفير الحد الأدنى من الماء الصالح للشرب.

ويرابط الآلاف عند الآبار التقليدية كل يوم من دون غذاء مكتفين بالشاي ان تيسر، وفى الغالب تكون وجبات العشاء معدة من دقيق القمح المعجون (الكسرة) دون لحم أو خضار أو قليل من الفصوليا.

ويمضى بعض الأطفال أكثر من خمس ساعات دون شراب فى عز الظهيرة بفعل بعد المسافات التى تجلب منها المياه، وارتباط السكان بالماشية فى الريف، حيث ترابط مجمل الأسر على بعد 30 و40 كلم من نقاط المياه، طلبا لمراعى جديدة ، وهو مايضاعف المشقة ويزيد من وعثاء المنمين.