ولد عبد العزيز : الأزمة حولت الأغلبية لمسخرة وحققت للمعارضة أحلامها (كواليس)

دعا الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز أعضاء مجلس الشيوخ إلى تجاوز الأزمة الراهنة، معتبرا أن ردة الفعل الأخير كانت أكبر من الحدث، وأنها حولت الأغلبية إلى مسخرة لرواد الفيسبوك وأصحاب المواقع الإلكترونية، وأضرت بسمعة الأغلبية وحققت للمعارضة مالم تحلم به طيلة مسارها.

وقال ولد عبد العزيز إن بعض الوزراء قد يكون أساء دون قصد للشيوخ خلال الحملة التى قام بها الحزب الحاكم، لكن ردة الفعل مبالغ فيها.

 

وهذه أبرز كواليس الجلسة :

 

(*) وصل الشيوخ إلى منزل الرئيس الساعة السابعة والربع

(*) استقبلهم رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم الذى كان أول الواصلين للمنزل

(*) بعد وصول الشيوخ وصل مدير الديوان أحمد ولد باهية

(*) وصل الوزير الأول يحي ولد حدمين بدقائق قبل وصول الرئيس

(*) وصل الرئيس السابعة و42 دقيقة

(*) سلم على بعض أعضاء المجلس أشار بالتحية على آخرين

(*) جلس الرئيس فى الوسط وإلى يمينه الوزير الأول يحي ولد حدمين ورئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم وشيخ مقاطعة تمبدغه لبات ولد حيبلله، بينما جلس عن يساره رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج ومدير الديوان أحمد ولد باهية وشيخ أطار ولد زغمان، وتوزع بقية الحضور إلى صفين وفق الترتيب المقام به من طرف لبروتوكول.

(*) سأل الرئيس أعضاء المجلس عن وقت الإفطار، وأكدوا التزامهم بالتوقيت المعلن من قبل الشؤون الإسلامية (44 دقيقة بعد السابعة)،لكنه سأل أحد الحراس هل سمع الآذان، فرد عليه نعم.

(*) بعد الإفطار طلب منهم الذهاب للصلاة فى المسجد، وبعد الصلاة عادوا لمجلسهم وفق الترتيب السابق.

 

 

أبرز ماقاله الرئيس

 

(*) أكد الرئيس للشيوخ أنه تحدث عن الكثير من القضايا فى مهرجان النعمة وكان الوقت حارا والحشد كبيرا، وقد تمت شيطنة خطابه من أول يوم من قبل بعض الأطراف السياسية المعارضة.

(*) أكد الرئيس أن السبب في إلغاء المجلس ليس الوضع الاقتصادي لأن الخطة التى سيتقدم بها ستتضمن تكاليف كبيرة ، لكنه يرى أن المجلس فعلا عائق في وجه التشريع، وقد شرعت موريتانيا الكثير من القوانين وتنمية الولايات الداخلية أهم ومراقبة العمل فيها أجدي وأنفع.

(*) ذكر ولد عبد العزيز الحضور بأنه أسس الحزب الحاكم حاليا وهم معه، وأن موانع قانونية تمنعه من قيادته لكنه أختار له بعض رجال الأغلبية لتسييره، ويدرك أن الأطراف السياسية تتمني تفكيكه وقد فرحت كثيرا بالأزمة الحالية.

(*) اعتبر الرئيس أن الوزراء ربما يكون البعض منهم أخطأ أو خانه التعبير، لكنها أمور قانونية كان يجب أن تتم تسويتها داخل الحزب، وإنه يتفهم وجود الخطأ لكن ردة الفعل كان مبالغا فيها.

(*) أكد ولد عبد العزيز التحديات التى تواجه البلد وتشبثه بتطوير الحياة السياسية وتعزيز حرية الإعلام مهما كانت الكلفة الأخلاقية لذلك.

(*) دعا الشيوخ للحديث بحرية كبيرة عما وقع وعن المستقبل والنظرة التى يجب أن تحكم العلاقة بين الجميع.

 

كيف تعامل الشيوخ مع الخطاب؟

 

تكلم خلال الجلسة 8 شيوخ ، بعضهم انحاز للحزب الحاكم والبعض انحاز لرئيس مجلس الشيوخ (الذى لم يتكلم فى الاجتماع) والبعض تحامل على الحكومة ووصفها بغير المتعاونة والضعيفة والبعض اعتبر أن ماتم هو أحسن مخرج لأنه كانت تراوده فكرة ضرب بعض الوزراء.

ومن أبرز المتحدثين فى الجلسة شيخة نواذيبو وشيخ باسكنو وشيخ باركيول وشيخ تمبدغه وشيخ مونغل وشيخ أطار وشيخ شنقيط.

وقد هاجم شيخ باسكنو الشيخ ولد حننا الحزب الحاكم قائلا إن العلاقة به معدومة، وإنه لايعرف منتسبيه إلا فى أوقات محدودة، وخصوصا وقت البحث عن تمويل الأنشطة، وداعيا فى الوقت ذاته إلى احترام الغرفة وعدم التعامل معها بأسلوب مستفز كما فعل بعض الوزراء.

كما تحدثت شيخة نواذيبو عن الأضرار المعنوية التى لحقت بهم جراء وصفهم بالفساد والتهجم عليهم من قبل بعض الوزراء، وأثنت على ادارة محسن ولد الحاج للأزمة والسيطرة على الأمور خلال الفترة الماضية، وقالت بأن البعض كان يمكنه أن يعامل الوزراء بالقوة لكن الجميع قرر تفادى الاجتماع بهم قبل حل لأزمة.

ودافع شيخ مقاطعة تمبدغه لبات ولد حيبلله رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم والوزير الأول قائلا إن رسل الحزب كانوا فى مجملهم على قدر المسؤولية ، وإن الخطأ وارد لكن شغل الرئيس به أو إثارته للرأي العام هو الغلط، خصوصا فى ظل وجود قيادة حزبية قادرة على حل الإشكال وعبرت عن ذلك فى أكثر من مناسبة، مطالبا الرئيس بإعادة خطابه في النعمة لأن الأزمة شوشت عليه وشغلت الرأي العام عن تفاصيله وعن تفاصيل الحملة الكبيرة التى أطلقها الحزب لتوضيحه وتثمينه.

كما أثني على الحكومة ووصفها بأنه حكومة كفاءات ثقة وذات دور فعال.

وقد قاطعه الرئيس قائلا " هل أنتم فى الحوض الشرقى مرتاحين للخطاب أم رافضين له؟ (وهو يضحك) . فرد عليه مرتاحون للخطاب الأول، و نريد خطابا آخر.

بعد كلام الشيوخ تدخل رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم مستعرضا مسار الأزمة وتعاطيها معها، ومؤكدا فى الوقت ذاته اعتذاره للشيوخ عما فهموه من كلام الوفود التى أرسل، وداعيا إلى حفل افطار يظهر وحدة لأغلبية ويرمم صورتها أمام الرأي العام، وقد تدخل بعده الرئيس حاثا الشيوخ على تلبية دعوته والذهاب إليه وتنسيق الأمور بين الحزب والشيوخ والحكومة.