هل يستقبل الرئيس رسائل ود الإسلاميين .. أم تستمر حالة الإختطاف؟

شكل بيان حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية (تواصل) الصادر اليوم الاثنين 18 يوليو 2016 رسالة بالغة الأهمية عن عمق التحول الذي تمر به علاقة حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية والرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز على وجه الخصوص، وتطلع الحزب إلى مراجعة شاملة تجريها القوى السياسية فى البلد  بعد انتهاء القمة العربية للخروج من التجاذبات التى عطلت التنمية وفرقت القوى الفاعلة فى موريتانيا خلال العشرية الأخيرة.

ترحيب شامل بضيوف البلد وآمانى حزبية بمقام مريح للملوك والأمراء والرؤساء، ومناشدة للزعماء العرب بالعمل من أجل تجاوز الأوضاع السياسية الراهنة وإنضاج حلول عقلانية للأزمات المرة التى تمر بها سوريا واليمن وليبيا والعراق، دون تحامل على القمة أو تسفيه لأحلام القائمين عليها أو انتقاص من قدر الشخص المستضيف أو الضيوف، رغم معرفة الجميع بموقف الحزب المعارض للآلية التى وصل بها بعضهم للسلطة خلال السنوات الأخيرة. تلك كانت أبرز معالم الموقف الجديد الذى عبر عنه حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض، تأكيدا لما أشرنا إليه نهاية الأسبوع المنصرم، تعزيزا للجهد المبذول محليا من أجل إنجاح القمة ودفعا باتجاه التهدئة ورفعا للحرج عن رئيس لاتسمح له علاقاته الخارجية وأجندة الجامعة باستثناء ضيف، ولاتسمح الصورة العامة للبلد بالدخول فى مواجهة مع فصيل قوى وفاعل داخل الساحة المحلية.

معطيات تعزز ما ذهب إليه رئيس الحزب محمد جميل ولد منصور فى السابع عشر من رمضان الماضى أمام حشد من القوى السياسية والمدنية، حينما قال إن نوعان من البلدان والأحوال لايغريان :

  1. بلد يتصارع أهله وينهار أمنه ويتفاعل أبنائه ويفسد حاله
  2. بلد يجثم عليه الإستبداد ويمنع الناس فيه حقوقهم وحرياتهم ومايريدون ومايطلون

ورأي ولد منصور فى خطابه السابق إلي الأفضل والأسلم الإستقرار والسكينة والألفة على قاعدة العدل والديمقراطية والإصلاح والتنمية. قائلا "إن المحافظة على الكيان أهم من اصلاحه والأفضل والأسلم والأنفع والأرفع المحافظة على الكيان واصلاحه، فلاتحصين إلا بالعدل والمساواة"

رسائل تترى من طرف واحد – إعلاميا على الأقل- بينما لايزال الغموض يلف مصير موقف الطرف الآخر، رغم وجود خيوط اتصال غير كبيرة بين الأحزاب السياسية المشكلة للمنتدى – والتيار الإسلامي جزء منها- وبين الرئاسة الموريتانية بشكل خاص.

لكن المخاوف من اختطاف موقف القصر من قبل أعداء الاستقرار – كما يقول بعض الفاعلين في الساحة- تظل قائمة، فكل تقارب بين القوى الرئيسية فى البلاد من شأنه تقويض مسار بعض الطفيليات المعنية باستمرار التأزيم من أجل مواصلة العيش فى برك الخلاف الآسنة، والتموقع مع من يزرع بذور الخلاف ويعلى مظاهر الانقسام والصدام داخل المجتمع الواحد للتأكيد على نجاعة التصور الذى تملكه والنهج الذى تربت عليه والدفع باتجاه مزيد من الانشقاق والشقاق داخل الساحة المحلية.