كثيرا ما فاجأنا القائد محمد ولد عبد العزيز بتصوراته النوعية وأفكاره التي لا تترك للشك مكانا ولا للتردد فرصة , بوضعه الأمور في نصابها لأنه من برى القوس التي بيده , ليخرس المتقولين وصناع الشائعات ورواد العبث وهواة الفوضى و...
واليوم في قصر المؤتمرات , وأثناء حفل اختتام الحوار الوطني الشامل , لم يخرج الرئيس عن القاعدة , قاعدة الصدق , قاعدة اختيار الوطن وتقديمه على ما سواه , قاعدة تقديم النظام والأمن على الفوضى والخوف , قاعدة الانحياز إلى القانون واحترام النصوص بدل التشبث بالسلطة وتطويع النص لمصلحة الفرد.
كان كلام القائد واضحا حين تحدث عن نجاح حوار كان أول المطالبين به وأول الداعمين له والحريصين على احترام ما سيتمخض عنه !!, نعم نجح الحوار حين طرح أهم القضايا التي تمس الأمة الموريتانية , وحين تداعى عقلاء البلد لصناعة مستقبله والتأسيس لإسعاد أجيال الحاضر والمستقبل !!.
نجح الحوار حين وضع أسسا أكثر صلابة للحمة الوطنية , وحين جاء بقواعد أكثر نجاعة للتعايش بين كل الموريتانيين على أساس المواطنة والمواطنة فقط !!، نجح الحوار حين كان مستقبل جميع الموريتانيين دون استثناء أهم العوامل المشتركة بين مخرجاته .
كان كلام الرئيس واضحا حين شدد على الابتعاد عن المرامي والدوافع الشخصية في تبني القضايا المرتبطة بالوطن ومستقبله , إذ لا مجال للمزايدة حين يتعلق الأمر بمصلحة الوطن ووحدة الأمة , فلا مكان حينئذ للأطماع الشخصية والأجندات المرتبطة بالأفراد والجماعات الضيقة والخطابات المتآكلة والرجعية .
كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز رائعا وواضحا حين كرر مطالبته للشباب بتحمل المسؤولية , وأخذ زمام المبادرة , لتقاد موريتانيا من طرف طبقة تتبنى مقولات الحاضر , وتفهم كيف تؤسس لمستقبل هي الأقرب إليه , فلا بد من دفاع الشباب عن تصوراته بغية التأسيس لموريتانيا الديمقراطية , موريتانيا المستقبل , موريتانيا بقدر طموحات وآمال شبابها القوي !!.
نعم كان خطابا ناضحا بالوطنية , ومعاني الولاء لقضايا الأمة الكبرى !! , قضايا الموريتانيين جميعا !! قضايا المصلحة الوطنية المتجاوزة للأجندات الفردية ,والأطاريح الخاصة , رغم أن صاحب الخطاب يملك خيارات أخرى , إذ الشعب لا يبغي به بدلا حيث مافتئ يتبناه ويلفظ خصومه , لأنه كان له أبا حنونا ودرعا حصينا وخيارا وحيدا ...
كان خطاب القائد واضحا وضوح الدرس القاسي , الذي سوف تتعايش معه معارضة ظلت تراهن على اللاشيء , ولا تطلب إلا مستحيلا , فقد طلبت الفوضى ومنعها القائد , وطلبت الرحيل فمنعها الشعب , وطلبت عجز الرئيس فمنعها القدر , وطلبت الحضور المشرف فمنعها العجز والضعف , والولاء لأفراد ومؤسسات ترسم خططها خارج الحدود , و بارت تجارتها للحروب والويلات , وهي رهانات اطلع عليها العامة قبل الخاصة , حينها فضلت هذه المعارضة الهروب إلى الفراغ والاحتماء بسياسة التدابر والفرقة والشائعات وازدراء الموريتانيين والاستهتار بآرائهم الواردة في حواراتهم الجادة والمفيدة , والتعلق بما اختاروا لأنفسهم من تشويه سمعة البلد , والتباكي على فشل تجارب "الربيع" العربي التي لا زالت مخرجاتها تطحن الأوطان والشعوب والحضارات التي لم تكن تعرف الانكسار !!.
ومهما حاولوا فإن القائد لن ينثني عن إنجاز ما وعد به شعبه من بناء للوطن ,وتشييد لسمعته التي ملأت الآفاق وجالت في الأصقاع , ولن يشوش عليه انهماك بعض معارضيه في الاقتيات على الشعارات الفارغة والتخمينات غير المؤسسة , والأجندات الفردية , فهنيئا للرئيس بما أنجز لشعبه , وهنيئا لمعارضيه بما اقترفوا في حق هذا الشعب , وليأكل كل مما اصطاد !!!.
د.محمد الأمين ولد شامخ
أستاذ جامعي