ولد العربي: خطاب الرئيس الأخير أحدث ضعفا وارتباكا داخل معسكره (مقابلة)

قال رئيس حزب "الوطن"  محمد الكوري ولد العربي إن المتخندقين داخل معسكر النظام يشعرون ببعض الفتور والضعف والارتباك، بعيد إعلان الرئيس عدم نيته فتح المأموريات، مشيرا إلى أن الموالين للنظام الآن يبحثون عن من سيتولى السلطة للالتفاف حوله من أجل الحصول على المال أو تجنب التأزيم معه.

وقال ولد العربي في مقابلة مع موقع زهرة شنقيط إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كان جادا في فتح المأموريات لكنه واجه سدودا منيعة من المعارضة، ومن بعض أطر الموالاة، معتبرا أن الوضع الحالي يستدعي  الدعوة لحوار سياسي آخر أكثر جدية لتجاوز الوضعية، ويشارك فيه الجميع ويؤسس لتداول سلمي على السلطة، يحكم الرئيس من خلال مخرجاته وينجز أو يفشل وتقضى من خلاله على عقلية الانقلابات والتوتر.

 

وأعتبر ولد العربي أن الحوار السياسي الحالي انعقد بنفس العقلية والروح التي تستبطن أو تدفن تجاوز بعض القوى السياسية، وهو ما لوحظ من خلال غياب القوي السياسية الفاعلة التي ناضلت على طول تاريخ البلد وكافحت الأنظمة المستبدة التي حكمت البلد".

 

وأكد رئيس حزب الوطن أنه لا يقلل من شأن من حضر الحوار السياسي الحالي، لكنه لم يكن حوارا شاملا لا في المضامين ولا من حيث أنه كان جامعا للقوى السياسية، مبرزا أن الحوار الشامل والكافي هو الذي يؤسس لهدف أو يستطيع تجاوز أزمة أو عراقيل معنية، فهذا هو الحوار الشامل أما غيره فهو اجتماع غير ضروري".

 

وأشار ولد العربي إلى أن (حوار 2011)، لم يكن كافيا ووجد المشاركون فيه أنفسهم في حاجة لحوار آخر لغياب الأطراف المهمة، وأما الحوار الذي تلاه  أطلقت عليه تسمية " أيام تشاورية " نتيجة نقص الإجماع وقلة الحضور اللازم، مؤكدا في الوقت ذاته أن المعارضة لا يمكن أن تتنازل عن سقف كبير أما النظام فيمكنه التنازل بعض الشيء لصالح البلد والشعب".

 

وأكد ولد العربي أنه توجد معارضة في جبهة قوية وتساعد في مطلب التداول على السلطة، وان حورا يفرض علما بخطوط حمراء وتغيير النشيد لا ينهي أزمة سياسية، مشيرا أنه إذا غيبت المعارضة أو أضعفت فذلك مؤشر على ضعف النظام الحاكم لأن النظام عندما لا تكون لديه معارضة قوية يتآكل من الداخل، وتنهار السلطة. فالمعارضة القوية ضرورية لتنبيه النظام وتسليط الضوء على عيوبه ونواقصه، لكن أي نظام عقلاني يستفيد من تقييمه ونقده ويبادر لسد تلك الثغرات لمصلحة وطنه وشعبه.

 

وقال ولد العربي إنه في موريتانيا لا يوجد إلا النظام الحاكم الذي يهيمن على الدولة والسلطة، ويوظفهما لصالحه، المعارضة عنوان للتهميش، والإقصاء وكل شيء، مما يحدث صراعا غير متكافئ بين أناس لا يملكون شيء وآخرون يملكون كل شيء".

 

 وانتقد رئيس حزب الوطن المعارض بموريتانيا هيمنة السلطة على كل شيء في البلد، وتوظيف قوتها ضد المعارضة، مؤكدا أن هذه التصرفات أسقطت نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، والنظام الحالي يوجد به جزء كبير منه وبالتالي عليه الانتباه لتلك الأمور.

 

وأكد ولد العربي أنه لا يزال هناك نوع من الضغط، ومخرجات الحوار الحالي ليست هي الجوهر لأن البلد لا يحتاج فقط لتغيير الدستور والعلم لتجاوز الأزمة السياسية، فهذه أمور يمكن نقاشها بتأني".

 

وقال "سنكون جزء من قرارات المعارضة من الناحية المبدئية، لكن هل ستتحد وتنجح في خلق جبهة معارضة قوية مقاطعة بصفة شاملة أم تتبخر  كما يحصل عادة عندما تقترب الاستحقاقات لا نردي؟ المبدأ أننا جزء منها وما ستتوحد عليه هو ما نرى، وأعتقد أن المخرجات ليست جوهرية والسلطة ليس لها شيء ملح في هذه المخرجات إلا إذا كان حل الشيوخ وهو مجلس تعتق كثيرا، وهناك مسحة ضغط على المعارضة لإدخال الريح داخلها، والضغط عليها حتى تتسلل أو تتفكك، وتنفيذ المخرجات إن حدث ليس مغريا لأي طرف فالحوار غير شامل والنتائج ستكون غير شاملة".

وأعلن ولد العربي مشاركة حزبه في المسيرة التي أعلن عنها منتدى المعارضة، حيث أبلغوه حدود مشاركتهم، وبدؤوا حلمة لذلك بصيغة معنية يعرفها المعنيون.

 

وبخصوص رؤية حزبه السياسية أعتبر ولد العربي أن حزب الوطن  تأسس منذ سنتين ونيف، وعند تأسيسه وجد الساحة السياسية في حالة تجاذب بين الأغلبية والموالاة من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، وعادة يكون هناك تجاذب داخل كل قطب، وبالتالي رأي قادة الحزب ضرورة التريث وعدم الدخول مع أي طرف، نتيجة لعدة أمور منها ما يتعلق أيضا بنشأة الحزب وتكوينه، حيث حرص على التكوين والاتصال بالناس ولم تكن الحالة السياسية في تلك المرحلة ذات صلة بالناس.

 

وأضاف ولد العربي "لم تكن هناك ضرورة لاتخاذ موقف من الحزب إلا اتخذته، وهو ما مكنه من التمتع بعلاقات طيبة مع المعارضة وليس في وارد من تشنيج السلطة، حيث عقد اجتماعا وكان المجاز العام يتجه نحو المعارضة، حيث لا يمكن السكوت على معاناة الناس، وتسارعت الأحداث مع انعقاد الحوار الذي تداعى له الطيف السياسي، وغيب عنه الحزب عمدا، حيث اكد انه لو دعي لحضر وأوضح قادته وجهة نظرهم في ما يطرح من نقاط للنقاش.

واعتبر ولد العربي أن وثيقة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم كانت ناسفة لكل المكاسب الديمقراطية للبلد، وبعد نقاش قرر الحزب الالتحاق بالمعارضة.

وعلى المستوى الإقليمي والعالمي أكد ولد العربي أن العالم يلتهب، وان حدود موريتانيا ليست محكمة بما فيه الكفاية والبلد يعيش شحنا عرقيا، لا يبرئ السلطات من إثارة بعضها وتأجيج بعضها الآخر ما يستدعي وجود معارضة قوية، ونظام قوي لا لحماية التماسك الاجتماعي اللحمة الوطنية من تلاعب أي طرف كان معارضة أو سلطة.

واعتبر ولد العربي أن بعض الأمور يتم اصطناعها في البلد وتخلق بها مشاكل قوية قد تهدد وحدته وتماسكه ومصيره، وهو ما ينبغي وجود خطوط حمراء، فالمعارضة والنظام تآزروا في فرنسا عندما استهدف باريس، وهذا هو الذي ينبغي حدوثه في كل بلد.

وأشار ولد العربي أن موريتانيا لا يمكن أن تبقى سالمة والعالم يلتهب، إلا بتحسين العلاقات سواء في الشمال أو الجنوب، والمشاركة في إطفاء الحريق الذي يعشيه العالم العربي، وإصلاح الأخطاء التي أججها الغرب ولا يزال يؤججها حيث التهمت (فلسطين من طرف اليهود الإسرائيليين، والعراق من الإيرانيين، وسوريا تتمزق، والكل يحاول تقسيم الوطن العربي).