أين سيطلق الرئيس حملة الاستفتاء على الدستور؟

تتجه الأنظار داخل معسكر الأغلبية الداعمة للرئيس الموريتانى والمعارضة المحاورة للحملة المحضرة للاستفتاء على الدستورى، والحراك الذى يتوقع أن يقوده الرئيس الموريتانى وأعضاء الحكومة وقادة الأحزاب الداعمة له من أجل حض الناخبين على تمرير الإصلاحات الدستورية المقترحة.

وتظل المحطة الأولى فى الحراك الرئاسى خارج التوقعات، رغم ضرورة طرحها للتداول بحكم رمزيتها التاريخية لدى المعسكر الداعم له، لكونها أول محطة ستنطلق منها الحملة المحضرة للدستور أو الجمهورية الثالثة كما يردد قادة الأغلبية الداعمة للرئيس.

وتطرح الآن عدة احتمالات، لكنها تظل فى إطار التخمين بحكم أن القرار النهائى يعود للرئيس:

(*)  إطلاق الحملة الانتخابية المحضرة للتعديل الدستورى من ولاية الحوض الشرقى (الولاية الأولى) بحكم المكان الجغرافى، والكثافة السكانية، والبعد عن العاصمة نواكشوط، وهو أسلوب دأب عليه بعض المرشحين للرئاسة وقادة الأحزاب السياسية، وإلي أهميته أشار الرئيس حينما أختارها لتوجيه خطابه للشعب الموريتانى فى الثالث من مايو 2016، والذى تعهد فيه بتحقيق التعديلات المطروحة حاليا للاستفتاء.

(*) أن يتم إطلاق الحملة من مدينة "روصو" عاصمة ولاية أترارزه، كرسالة طمأنة للقوى التى فهمت من تغيير النشيد والعلم وكل النظام السياسى، استهدافا لبعض الرموز المحلية أو مسا من مكانتها لدى دوائر صنع القرار بموريتانيا فى الوقت الراهن، وهو أمر قد يشكل نقطة تحول فى العلاقة بين القوى الفاعلة فى الولاية والطرح المتداول فى الوقت الحالى، ويمنح مساندى الرئيس فرصة للحراك أكثر داخل ولاية تعتبر مشاركتها مهمة لإقرار التعديلات الدستورية بحكم الكثافة السكانية وارتفاع نسبة الوعى فيها.

(*)  أن يتم إطلاق الحملة المحضرة للدستور من "ولاته" فى الحوض الشرقى أو "شنقيط" فى ولاية آدرار أو "تيشيت" فى ولاية تكانت، فى تعبير رمزى عن التمسك بتاريخ البلد وماضيه الثقافى، ودعما للصورة التى يطرحها بعض قادة الحزب الحاكم وأنصار الرئيس، من أن التعديلات الدستورية الحالية تهدف إلى اختيار شكل الدولة ورموزها ونظامها السياسى على أساس الرؤية الوطنية بدل اجترار أنظمة سياسية وشعارات خارجية أو الارتهان للمعسكر الفرنسى الذى ظل ممسكا بخيوط اللعبة السياسية فى موريتانيا خلال العقود الماضية.

 

وقد يشكل إطلاق الحملة المحضرة للتعديلات الدستورية من إحدى القواعد العسكرية أو الوحدات المرابطة على الحدود تطور فى العقل السياسى بموريتانيا، وتعزيز فعلى للرسالة التى حاول الرئيس إرسالها للرأي العام من خلال تمسكه بتغيير العلم، كنوع من العرفان للمقاومين الذين ضحوا من أجل البلد والجنود المرابطين على الثغور دفاعا عنه.