إلهاء عن مأساة الروهينغا !!!

في الوقت الذي تلملم فيه موريتانيا أوراقها للعبور إلى عهد جديد أسست له بعناية فائقة، وفي وقت ننتفض فيه من أتون معركة ضد القهر والاستعباد والتبعية والتخلف والمحسوبية والفساد، وفي وقت تتربع فيه الجمهورية الإسلامية الموريتانية على عرش الدول المدافعة عن الحريات العامة وبناء الأجيال على أسس سليمة مرجعيتها الإسلام والهوية الوطنية وصون كرامة الإنسان، وفي الوقت الذي تتجاوز الأمة بحِرفية فائقة ومهنية صادقة أغلب تفاصيل الملفات الحقوقية الموروثة من الماضي بشهادة المنظمات الدولية والوطنية التي لا تتاجر بالملف والتي لا تمثل أذرعا لمافيات السياسة الدولية والعابرة للحدود، والقابضة للمال مقابل تمييع وشل قضايا الشعوب التي لا تعرف الكثير عن تلك المنظمات، وفي الوقت الذي بدأت فيه المنظمات الحقوقية الموريتانية تتحسس من معاناة شعب "الروهينغا" المسلم بسبب تغافل العالم "الحر" عن مأساته التي يلين لها الفولاذ وتشيب من هولها الولدان، وفي الوقت الذي تشهد فيه البلاد نهضة استهدفت العقول قبل العمران أُسست على مقاربات واعية أجهضت مشروع تيارات التخلف والتقهقر والأسرية والفوضى والانهزامية و...، والتي استشرت لعقود في بنياتنا وذهنياتنا الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والإستراتيجية مدفوعة ومدعومة من قوى ظلامية محلية تغرر بها يد الغدر والمصالح الخارجية والداخلية، وفي الوقت الذي أصبحت فيه موريتانيا نقطة ارتكاز السياسة والتدبير في المنطقة ونموذجا للأمن والأمان في العالم.
وفي لحظة تشرئب فيها أعناق البشرية إلى "بورما" التي تمادت في العار وإبادة شعب "الروهينغإ" الأعزل في عملية تطهير عرقي عز مثيلها في التاريخ الحديث اهتزت من فظاعتها أفئدة الطغاة قبل دعاة الإنسانية، ليقف العالم ومنظمات "حقوق الإنسان" متفرجة تتلهى بصور أكباد الأطفال المتناثرة في الطرقات وأشلاء الشيوخ المكدسة في الأنهار!!.
في هذا الظرف يتذكر وفد حقوقي أمريكي أن موريتانيا كانت توجد بها عبودية، ينبغي أن يطلع على مدى "تقدم الأشغال" في مكافحتها التي جند الشعب والحكومة منذ فترة للقضاء على مخلفات عبر برامج ومشاريع وطنية لازالت تتحرك في الأمام رغم النواقص والمطبات التي لابد من إزالتها لمحو كل تلك الآثار إلى غير رجعة !!.
هكذا يتلاعبون –أو يتوهمون ذلك- بعقول شعوب العالم ويمعنون في تضليها والنيل من كرامتها واستصغارها، شعوب تقتل وتحرق وتهجر بالآلاف ولا يندى جبين منظمة، أما حين يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية لبعض الدول تحرك أذرعها "منظمات" بعناوين مختلفة هدفها واحد هو الضغط على الشعوب التي ترضى الاستكانة والخنوع، وحين تذعن لها الحق في تقتيل وتشريد من تشاء، إنه التضليل والإلهاء ، وإلا فماهو ؟ّ!!.
سيداتي ولد سيد الخير
sidattysidelkhair@yahoo.fr