شهدت منطقة "أم ركبه" بمنطقة أوكار (100 كلم غرب ولاته) مواجهة قبلية قوية، تم الحشد لها خلال 24 ساعة، دون أن تتمكن السلطة من الوصول إلى المنطقة أو الحصول على أخبارها، بفعل وعورة المنطقة وغياب شبكة الهاتف النقال، واتساع الصحراء الموريتانية.
وتقول مصادر زهرة شنقيط بالمنطقة إن الحشد للمواجهة بدأ صباح الثلاثاء 10 مارس 2020، حيث قرر أحد الأطراف القيام بغارة منظمة لطرد أسر تسكن بالمنطقة منذ عقود، بعد خلاف بينهما على حفر بئر بمنطقة "أم ربكه" ، لمواجهة نقص المياه الحاد الذى تعيشه منطقة أوكار، والضغط الناجم عن تمركز قطعان الماشية بالمنطقة، بفعل الجفاف.
وتقول المصادر إن العملية شارك فيها أكثر من 80 رجلا، وتم حشد الناس من مناطق واسعة بمنطقة أوكار، والمناطق القريبة من تمبدغه (البدع)، وتمت المواجهة فجر اليوم الأربعاء.
وقالت مصادر زهرة شنقيط إن أسرة أهل الطالب المستهدفة بالهجوم أصيب عدد من رجالها، بعضهم إصابته بليغة، وقد تم نقل الجرحى إلى النعمة.
وتقوم جماعية محلية منذ فترة بمنع الحفر بمنطقة "أم ركبه"، ورفضت السماح للأسرة المذكورة بحفر بئر آخر من البئر التقليدى الذى تملكه، وقد تدخلت السلطة لوقف الحفر.
غير أن المجموعة القبلية المذكورة، قررت الضغط على الأسرة من أجل الرحيل بشكل نهائى، وحينما رفضت مغادرة المنطقة، تم التخطيط للهجوم الذى نفذ اليوم فجرا.
وتعيش المنطقة معزولة بشكل كامل عن العالم الخارجى، بفعل وعورة الطريق وغياب شركات الاتصال، وغياب أي سلطة إدارية أو أمنية بفضاء أوكار منذ تأسيس الدولة الموريتانية.
وتم إبلاغ السلطة عبر اتصال هاتفى أجراه أحد أبناء المنطقة، بعدما تمكن من الوصول إلى أقرب مكان لتغطية الهاتف، ليعلم الأطراف المحلية المجاورة بما وقع فى المنطقة المذكورة.
وتعيش المنطقة خارج السلطة الدولة الموريتانية، وتقرر القبائل فى كافة الأمور المطروحة دون الرجوع للإدارة أو القضاء، وتمنح حصرا إذن حفر الآبار، وتحتفظ بحقها فى المنع ، مهما كانت القرارات القضائية والإدارية.
ولايوجد تجمع قروى بالمنطقة، ولاوجود للأجهزة الأمنية بها.
وتعيش ظروفا قاسية بفعل ضعف الخدمات الموجهة إليها وارتفاع البطالة، وانعدام الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والمياه.
زهرة شنقيط
---------------
أوكار : وصول الجرحى للنعمة والسلطة تدفع بتعزيزات أمنية (خاص)