طالعني قبل أيام نشر بعض المواقع (و منها موقعكم المحترم) لحديث للسفير و الوزير السابق (و الأمير كما يتسمى !) السيد حمود ولد اعلي بخصوص محاولة غير موفقة في نبش الماضي القبلي و العصبي لمنطقة الحوض و نقدا حلقة ذات طابع ثقافي صرف ’يتحدث عن الأمير الشهم : الكفيه ولد بو سيف
ولد سيدي أحمد ولد بو سيف تجنب كل المشاركين فيها ما وقع هو فيه من إذكاء للنعرات و إثارة للحساسيات بل عالج الموضوع من زاويته القيمية و الأدبية في سياق فلسفة الإستقراء الإيجابي للتراث التي يجب أن تطبع سلوك المثقف سيما و إن كانت وزيرا و سفيرا سابقا (لا لاحقا.)’لكن على الرغم من كل ذلك فإن مقال السيد حمود لم يخلو من مغالطات تاريخية و قفز على المراحل ’فإما أن نعالج الأشياء بأبعادها السببية شمولية و نترك الأمر لحمك التاريخ ’ و بالمناسبة فإني أوضح للسيد حمود ما جهاه أو تجاهله :
أولا إن دفع الشيخ أحمد محمود للنوق و عتاق الجياد للأمير الكفيه ولد بو سيف كان نتيجة لهزيمته يوم " بالعروق" على يد أهل الكاشوش (أحدى فصائل أولاد مبارك) و أحليه إلى "تهيدينة لعروسية"التي تأرخ لتلك الملحمة التي قادها الأمير سيداتي ولد علي بالمختار إذ اضطر بعدها الشيخ أحمد محمود إلى النزوح شرقا حيث سلطة أولاد العاليه و أولاد عائشه و حلفاءهم أولاد بو حمد.
ثانيا:
إن صفة الإمارة كنظام سياسي لم يشهدها الحوض إلا في ظل حكم "أولاد مبارك" ’ ثم إن شيوخ مشظوف حدثي العهد ولم يتسموا بهذا اللقب بل كانت تطلق عليهم لفظة " الشِّيخ" (بكسر الشين) بدل الأمير.
ثالثا :
إن الفضاء الجغرافي الذي حدد السيد حمود "لإمارة أسلافه (من أفام لخذيرات إلى فصاله ) لا وجود له إلا في عالم الجغرافيا الوهمية و إلا فلما ذا دفعوا الغرامة لأولاد الناصر أيم أحمد ولد لحبيب و شقيقه عثمان؟
أم أن لعيون (مقر أولاد الناصر) ليست ضمن هذه الدائرة الوهمية التي حدد حمود للإمارة ؟
رابعا:
كذلك فإن هزيمة يوم لا تعني بالضرورة إنتصارا أبديا , فأولاد بو حمد بقوا’ و أهل علي الشيخ (سكان دكنه بدولة مالي الحالية) بقوا أيضا و بقي طبلهم’ و أهل بو سيف ولد أحمد بقوا بفصائلهم (أهل حمو ’ أهل ممو و أهل بو سيف) و الرزام لا يزال بأيديهم إلى اليوم بمنطقة "فيرني" و هو يعلم ذلك !!
خامسا:
إن تعميم لفظة هزيمة أولاد مبارك فيها كثير من التجني و خلط الأوراق ’لأن فصائلهم لم تشارك يومها في موقعة "آكوينيت" إذ أن أهل الكاشوش و أحفاد الأمير سيد أحمد ولد المختار و هم من هم قوة و فروسية و كذلك فصائل أهل لغويزي (ِأولاد الفحفاح بطونها المعروفة لم تشارك و أغلب بطون أولاد بو حمد لم تشارك حيث كانوا ينتجعون في أراضي جمهورية مالي المجاورة, كل ذلك بغض النظر عن أن يوم آكوينيت كان مفاجأة و غدرا حيث أن الأمير الكفيه كان مطمإنا للصلح (حسب الرواية المتواتر عليها).
سادسا:
من أين لك يا سيدة الوزير كل هذه الترسانة من الأسلحة (7.000 مدفع)و إن كان الرقم صحيح فلماذ إنزاحت مشظوف من تكانت؟
أو لا يعد ذلك منقصة ؟
و هنا يا سيادة الوزير فإن تمجيدكم للأمير الكفيه ولد بو سيف يعد من باب تحصيل الحاصل فهو أكبر من القنوات و كذلك قومه الذين عجز الجميع بلوغ ما بلغوه في عهدهم في عهدهم من أمجاد لن تدنسها تدوينة على الشبكة العنكبوتية لأن الزبد يذهب جفاءا بينما يمكث في الأرض ما ينفع الناس..
معالي الوزير السفير الشيخ هناك مسلمات لا جدال فيها:
لا جدال في أنساب قوم الكفيه و لا مراء في تمجيدهم من طرف سائر الموريتانيين.
إنهم بقدمهم و فروسيتهم و كرمهم و شهامتهم يشكلون قدوة لدى كافة عرب موريتانيا و كل إناء بالذي فيه ينضح.
و لمزيد من تاريخ أولاد مبارك أحيلكم سيدي الوزير السفير الشيخ إلى التهيدينات التالية:
صولة السلطان خطري ولد عمرولد علي للشاعر محمد عبد الله ولد آوليل (الظباح).
تهيدينة لعروسيه للشاعر حمادي ولد سويد بوه ’ ففيهما الإجابة على كثير من إشكالات تاريخ المنطقة كما أن أخبار أولاد مبارك و آباءهم و أنسابهم و أمجادهم مدونة في الشعر الحساني و ذلك ليس إعتباطا سيدي الوزير السفير الشيخ و ليس نسجا تقريريا يحلو لكل من هب و دب أن يدلجه على هواه فيقيم امارة على الهواء و يصطنع إنتصارات من ورق.
يبقى الأهم من هذا كله أن الجزء المجمع علي من التراث الحساني معروف لدى الموريتانيين حيث اكتسى صفة الحقيقة المطلقة و ما هو مصطنع و مثار جدل معروف أيضا و واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لذا أشير لك أني ضربت صفحا عن كثير من التفاصيل تمثلا للبيت:لا تنهى عن خلق و تأتي مثله **** عار عليك إذا فعلت عظيم.
ما ورد ليس سوى سردا تاريخيا كمر السحابة غير أن لكل حادثة حديث.