تداعت من كل حدب و صوب ساكنة الحوض الغربي، لتشهد يوم إنطلاق الحملة الزراعية على عموم التراب الوطني، و تتأكد من حرص رئيس الجمهورية على تحقيق هدف الإكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، و نظرا لتداخل و تمازج الزراعي بالسياسي، كانت المناسبة بالاضافة إلى الهدف المعلن لها، مناسبة سياسية، يتبارى فيها الطيف السياسي الداعم لرئيس الجمهورية كل من موقعه و حسب جهده.
إستجاب كل الفاعلين السياسيين لنداء إستقبال فخامة الرئيس، و حضروا من مختلف المقاطعات، فمنهم من حضر منفردا و منهم من أحضر معه جماعة و منهم من ضرب الخيم و جلب جموعا غفيرة...، تنافس الجميع على الصدارة و الظهور، و كانت الشعارات واضحة و بارزة أمام رئيس الجمهورية و الوفد المراقق له، مرسوم عليها الترحيب و التَّعَلُّق برئيس الجمهورية، و بعضها حمل مطالب و مظالم مرفوعه للرئاسة.
من بين هذا الزحام و التدافع، و حب السيطرة على المشهد، كان بارزا حضور طيف سياسي تَسَمَّى بكتلة النائب عمار ولد أحمد سعيد، الذي كانت خيامه أمام منصة الشرف مباشرة مزدحمة، و كان تعدد الشعارات المميزة للكتلة بين جموع المستقبلين شاهدا على الحضور القوي للرجل في مختلف مقاطعات الولاية، أقل ما يمكن أن يُسجل المراقب أن هذه الكتلة السياسية منظمة و متجانسة و قوية. و أنها سجلت حضورا مميزا و لافتا، كان هو الابرز و الأوضح في ساحة الإستقبال.
الحصاد المنتظر :
لا شك أن المزارعين باشروا عمليات تهيئة الأرض و البذر، و أن السياسيين بذروا، و الكل ينتظر حصاده، و من المعلوم أن حصاد المزارعين يتطلب الثلاثة شهور على الأقل، و أن حصاد السياسيين لا يتطلب وقتا بعينه ليتم القطاف، بقدر ما يتطلب من حضور و حسن إستقبال، و إتصال بالدوائر المحيطة بالنظام، و تحالفات ظاهرة و أخرى مَخْفِيَّة، عوامل كثيرة تساهم في تسريع و تعظيم الحصاد السياسي، و كل فريق سياسي بارع بتسويق عمله السياسي، و الظفر بتعيين أطره في مناصب عليا، و مشاريع البنى التحتية في مُدنه و قراه.
و يبقى حصاد لكراير السياسي معلقا إلى حين، و تنحصر سناريوهاته في:
السيناريو الأول:
أن يغض النظام الطرف عن الجميع و لا يرتب أي تعيين أو تثمين للمجهودات، و تعتبر سلبيات هذا الخيار أكثر من إجابياته، و سيفاقم من إحساس الجميع بالتهميش و الإحباط، و يُصعب من مهام حزب الإنصاف مستقبلا في الولاية؛
السيناريو الثاني:
أن تستفيد الكتل السياسية التي تتقن العمل في الخفاء، ذات العلاقة بالدوائر الأمنية و الدوائر الحكومية، و لا تولي إهتماما للناخبين، و تنفرد بالمكاسب المترتبة على نجاح الزيارة، و هذا السيناريو. يبعث الإحباط لدى الكثير من القواعد و قادة الرأي على مستوى الولاية؛
السيناريو الثالث:
أن تستفيد الكتل السياسية الأكثر حضورا في الساحة، و تتم مكافأتها على ما بذلت من مال و عمل، و بذلك يرسل النظام رسائل واضحة الدلالة و المعنى، أنه بمقدار التضحية و الحضور ستكون المكافأة، و بإعتماد هذا السيناريو سيكون حظ ما يسمى بكتلة النائب عمار ولد أحمد سعيد الأوفر؛
السيناريو الرابع:
أن يكافئ النظام الجميع، و كل يرتب له ما يستحق من تثمين للجهود، و توظيف للأطر و مآزرة جميع القواعد من خلال منشاءات البنى التحتية، وهذا هو الخيار الأمثل الذي سيمكن حزب الإنصاف من الظفر بالولاية، و يُمكِّنُ من تكرار العمل الناجح المنظم الذي تم خلال إستقبال رئيس الجمهورية في قرية لكراير ببلدية كاعت التيدومة بمقاطعة تامشكط.
د محمد الأمين شريف أحمد